هل من وجه طيب يعيد إليّ حزني

تعود الرياح
تأنّ الرياح
وينطفئ العمر لا تبتغين وداعا
ونمضي غريبين يحتفل البؤس فينا
ونألف رغم الضياع الضياعَ
هنا وهناك تموت النوارس والبحر يشقى
فماذا تبقى
وطفل المقابر أغمض عينيه
يأبى السماعا
خيام نزفّ اللجوء
ونهر يموت من العطش
هدّ الشراعا
أنا لست أبكي طيور بلادي
أنا أنقض العهد
حتى أرى الله رغم ابتعادي
وحتى تعود العصافير للجرح
لما يزيد اتساعا
أنا أشتريك دما فوضويا
وأنت تموتين وحدي
فلا تجزعي إن تفحصت قبري
وملح القصائد ضاعا
ولا تكتبيني سؤالا يذيب المآسي
أنا ابن المآسي
وخمسون عاما تغادر مني إليّ
أنا ابن المآسي
ومنذ الرحيل أدلل جرحي
لأجعل منه نبيا
وكنت أفتش بعد رحيلك عني
وكنت أعود إليّ لأهربَ مني
أعوذ بك الآن من شرّ قلبي
لأن لا أكون قصيا
أنا الآن أغسل حزني بحزني
وأخمش جلباب ظلي بظني
أنا ابن السبيل وزفت الليالي
يضيئ الكآبة فيّ
أنا ابن السبيل كنتُ معي ضدي
فغطي بمنديلك المرّ نعشي
وصلّ عليّ
وقولي إذا قمر الليل زاد سوادا
سلام لروحك يوم ولدتَ
ويوم تموت وتبعث حيا